قال في الكبير: هذا من المصنف كالصريح في أن هذا الحديث لم يتعرض الشيخان ولا أحدهما لتخريجه وإلا لما عدل عنه وأعظم بها من غفلة، فقد خرجه البخارى وكذا أحمد والترمذى باللفظ المزبور وزادوا: "والفردوس أعلاها درجة ومنها تفجر أنهار الجنة الأربع وفوق ذلك يكون العرش" اهـ.
قلت: أى واللَّه أعظم بها من غفله ولكن من الشارح لا من المؤلف وذلك في أمور، الأول: أن هؤلاء خرجوا الحديث بلفظ لا يدخل في هذا الحرف، بل المذكور هنا هو بعض الحديث الذي خرجوه، قال البخارى [٤/ ١٩، رقم ٢٧٩٠]:
حدثنا يحيى بن صالح ثنا فليح عن هلال بن على عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: "قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: من آمن باللَّه وبرسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقًا على اللَّه أن يدخله الجنة جاهد في سبيله أو جلس في أرضه التي ولد فيها، فقالوا: يا رسول اللَّه أفلا نبشر الناس؟ قال: إن في الجنة مائة درجة أعدها اللَّه للمجاهدين في سبيله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم اللَّه فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة أراه قال: وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة".
فهذا كما ترى حديث مطول أوله حرف "من".
الثانى: إن هذا فيه: "ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض"، والذي رواه الطبرانى: "ما بين كل درجتين خمسمائة عام".