إلا من هو وضاع مثله أو شر منه، وأما أبو بكر بن عياش وابن نمير وثور بن يزيد فثقات لا يذكرهم إلا جاهل بصناعة الحديث بعيد عن دراية الرجال، والحديث حكم المصنف نفسه في الذيل بوضعه، فكان حقه أن لا يورده هنا.
قال في الكبير: قال الحافظ العراقى في سنده: ضعيف، وذلك لأن فيه حميد بن عبد الرحمن قال الخطيب: مجهول، والفضل بن عيسى قال الذهبى: ضعفوه عن عباد بن منصور ضعيف أيضًا، وهذا الحديث رواه أيضًا البغوى والعسكرى عن أبي الدرداء بلفظ:"حبك الشيء يعمى ويصم" وعده العسكرى من الأمثال.
قلت: قوله: وهذا الحديث رواه البغوى. . . إلخ غريب جدًا، بل لا غريب بالنسبة إلى أوهام الشارح فهو أبو العجائب والغرائب في هذا الباب، وكذلك عزوه إلى البغوى والعسكرى مع أنه في مسند أحمد [٦/ ٤٥٠] وسنن أبي داود [٤/ ٣٣٦، رقم ٥١٣٠] كما سيذكره المصنف قريبًا بعد نحو عشرة أحاديث في المتن، والشارح مما يعيب على المصنف عزو الحديث لمن ليس من أهل الكتب الستة إذا كان فيها، فماذا يقول الآن.