المصنف قبل هذا من حديث أبي هريرة وعزاه لأحمد والنسائى، وإن أراد حديث عبد اللَّه بن سلام فابن ماجه ما خرجه أصلًا، وإنما خرج حديثًا لأبي أمامة لا باللفظ الذي ذكره الشارح، بل ذلك من صريح كذبه الممقوت، قال ابن ماجه:
حدثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا عثمان بن أبي العاتكة عن على ابن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه كان يقول:"ما استفاد المؤمن بعد تقوى اللَّه خيرًا له من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله"، وقد ذكره المصنف في حرف الميم وعزاه لابن ماجه.
قال في الكبير: زاده يعنى قوله معا دفعًا لتوهم أن الواو بمعنى أو.
قلت: بل زاده ليتحقق أنك بعيد عن دراية الحديث وأدخلت نفسك فيه وأنت لا تعرفه، فالمخرج قد يروى الحديث بسندين عن صحابيين، وقد يرويه بسند واحد عن صحابيين، يقول التابعى: سمعت فلانا وفلانا يقولان: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كذا، فالمؤلف قال: معًا، ليبين أنه رواه بسند واحد عنهما، ولم يروه عن كل واحد بسند خاص إليه.