قال في الكبير: قضية صنيع المصنف أن ذا لم يخرجه أحد من الستة وهو ذهول، فقد خرجه ابن ماجه باللفظ المزبور من حديث أبي هريرة، وعنه أورده في الفردوس.
قلت: كتب [الشارح] بيده الحديث قبل هذا مباشرة وقد عزاه المصنف للبخارى في الأدب وابن ماجه، وزاد هو النقل عن المنذرى بأن رجال ابن ماجه موثقون، ثم عقبه مباشرة يستدرك به كأنه لم يره، وبدلًا من أن يستدرك حديث أبي هريرة الذي ذكره المصنف قبل هذا مباشرة في غير موضعه -وهو حديث عمر هذا- كان من حقه أن يتنبه لقصوره وجهله، فإن حديث عمر خرجه أيضًا القضاعى في مسند الشهاب وهو من مراجعه، بل قد رتب أحاديثه وادعى أنه خرجها، وقد رأيت تخريجه بل كان عندى، وأخرجته لأنه أسخف من عقله، فإنه عمد إلى أحاديث الشهاب ورتبها على حروف المعجم ورمز عقب كل حديث بعلامة الضاد إشارة إلى أنه خرجه القضاعى مؤلفه، وهذا نهاية في السخافة بحيث لا يأتى به إلا مثله.