قال في الكبير: قضية صنيع المصنف أن ابن عدى خرجه وأقره، والأمر بخلافه، فإنه أخرجه في ترجمة الحسين بن المبارك الطبرانى وقال: إنه متهم. قلت: ابن عدى لا يخرج ما يقر ولا كتابه مؤلف لذلك، بل هو في الرجال الضعفاء، فكل ما فيه أو أغلبه فهو مردود منكر، والعزو إليه مؤذن بذلك كما صرح به المؤلف في خطبة الأصل، وزاد الرمز له بعلامة الضعيف.
قال في الكبير: وفيه عبد الملك بن محمد الصنعانى، قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به عن زيد بن جبيرة، قال الذهبى: تركوه، ورواه ابن لال ومن طريقه أورده الديلمى مصرحًا، فلو عزاه المصنف للأصل لكان أصوب.
قلت: ابن لال له مصنفات فإذ لم يتحقق المصنف في أى مصنف منها خرج الحديث، فكيف يعزوه إليه؟
وقوله: مصرحًا، كلمة سخيفة اعتادها الشارح لظنه أن الناس كلهم مثله لا يعرفون من الرجال إلا ما صرح باسمه وكنيته ولقبه.
ثم إن الحديث ورد من وجه آخر عن يحيى بن سعيد، فقد أخرجه ابن عدى في الكامل من رواية أبي اليمان عن إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عن أنس، فهي متابعة لعبد الملك الصنعانى الذي رواه عن زيد بن جبيرة عن يحيى ابن سعيد.
وقد أورد الذهبى الحديث في ترجمة إسماعيل بن عياش من الميزان، والشارح قد رتب أحاديثه فأين كان عن ذكر طريقه هنا؟.