قلت: المصنف رأى الحديث في مسند الفردوس من طريق أبي نعيم، ولم يعرف في أى كتاب خرجه أبو نعيم، فكانت الأمانة تقضى عليه بأن يعزوه إلى من خرجه دون من لم يعرف في أى كتاب خرجه، فلا لوم على واجب، بل لو فعل ذلك لكان ملوما.
والحديث خرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان [١/ ١٨٥] في ترجمة إبراهيم بن معمر بن شريس فقال:
حدثنا أبي ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ثنا إبراهيم بن معمر ثنا أبو أيوب بن أخي زريق الحمصى ثنا يحيى بن سعيد الأموي ثنا خلف بن حبيب الرقاشى سمعت أنس بن مالك به.
هكذا وقع في الأصل المطبوع من تاريخ أصبهان خلف بن حبيب الرقاشى عن أنس، وفي نسختنا من زهر الفردوس في هذا السند: ثنا خالد بن حبيب عن أنس.
وأورده ابن الجوزى في الموضوعات معلقًا فقال: روى يحيى بن سعيد القطان عن سعد بن حبيب الأزدى عن يزيد الرقاشى عن أنس ثم قال: قال أحمد: هذا حديث منكر باطل وسعد ليس بشيء اهـ.
ولم أر لخلف بن حبيب ولا لخالد بن حبيب ذكرًا، أما سعد بن حبيب فذكره الذهبى في الميزان وقال: يروى عن الحسن، مجهول. ولم يزد على ذلك.
فالظاهر أن اسم سعد تحرف على أبي نعيم في أصل السند بـ "خلف"، وتحرف على كاتب الزهر بـ "خالد"، والأصل سعد كما ذكر ابن الجوزى.
١٧٦٠/ ٤٢٠٠ - "دُعَاءُ الأخِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الغَيْب لا يُرَدُّ".