قال في الكبير: سكت عليه الهيثمى فلم يتعقبه، قال الحافظ: وهو في مسلم بلفظ: "دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب مستجابة" اهـ. وحينئذ فعدول المصنف إلى البزار وإهماله العزو للصحيح غير جيد.
قلت: بل بلادة الشارح وغفلته المفرطة هي القبيحة الضارة به وبمن يغتر به، فحديث عمران بن حصين ما خرجه مسلم أصلا، ولو كان للشارح أدنى نباهة لعلم أن ما خرجه مسلم لا يذكره الحافظ الهيثمى في الزوائد، وأقبح من هذا تحريفه لكلام العراقى، أو كذبه الصراح عليه، فالعراقى قال: حديث: "دعوة الأخ لأخيه في الغيب لا ترد" رواه الدارقطنى في العلل من حديث أبي الدرداء، وهو عند مسلم إلا أنه قال:"مستجابة" مكان: "لا ترد" اهـ.
فالحافظ العراقى يتكلم على حديث أبي الدرداء لا حديث عمران، وحديث أبي الدرداء قد ذكره المصنف في المتن قبل هذا بحديثين وعزاه لأحمد ومسلم وابن ماجه.
١٧٦١/ ٤٢٠٢ - "دُعَاءُ المُحْسنُ إلَيْهِ لِلْمُحْسِنِ لا يُرَدُّ".
(فر) عن ابن عمر
قال في الكبير: رمز المصنف لصحته، وليس كما زعم، ففيه محمد بن إسماعيل بن عياش، قال أبو داود: لم يكن بذاك، وعبد الرحمن بن زيد ابن أسلم أورده الذهبى في الضعفاء والمتروكين، وقال: ضعفه أحمد والدارقطنى.
قلت: كان الواجب على أهل العلم أن يستعدوا على هذا الرجل ويمنعوه من الخوض في هذا العلم، فإن جهله به فاق جهل الجاهلين مع تهور وكذب