وجرأة، فالمصنف ما رمز للحديث بالصحة، بل رمز له بالضعف، ولا يتصور أن يرمز له بالصحة، بل ولا لحديث في مسند الفردوس لأنه نص في خطبة الأصل أن جل ما فيه ضعيف، وأن مجرد العزو إليه مؤذن بذلك، ولولا أن النسخ تختلف في تلك الرموز لتخليط يقع من النساخ لجزمت بأن ذلك من كذب الشارح عليه، وهذا هين، ولكن البلية قوله: فيه محمد بن إسماعيل بن عياش، قال أبو داود: لم يكن بذاك فإن المذكور في السند محمد بن إسماعيل بن العباس بالباء الموحدة وآخره سين مهملة لا عياش بالمثناة التحتية والشين المعجمة، وهذا قد يتحرف ويلتبس، ولكنه وقع في السند موصوفا بالمستملى، وابن عياش غير موصوف بذلك، والطامة الكبرى أن المذكور في السند روى هذا الحديث عن أبي يعلى الموصلى الذي تأخرت وفاته بعد أبي داود باثنتين وثلاثين سنة، ومحمد بن إسماعيل بن عياش يروى عنه أبو داود بواسطة، فكيف يكون المذكور في السند هو الذي تكلم فيه أبو داود، لو فرضنا أنه تحرف عليه العباس المعرف بالألف واللام والذي هو بالموحدة والمهملة بعياش، فكيف وهو موصوف بالمستملى ومعروف مترجم في كتب الحديث مذكور بالثقة والعدالة، وأنه ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين، أى بعد وفاة أبي داود بثمان عشرة سنة؟!
قال الخطيب: سألت عنه البرقانى فقال: ثقة ثقة.
وقال الذهبى: محدث فاضل مكثر، لكنه يحدث من غير أصول ذهبت أصوله وهذا التساهل قد عم وطم.
وقال الأزهرى: كانت كتبه ضاعت، وكان يفهم الحديث قديما، وكان أمره مستقيما، مات في ربيع الثانى سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، فكيف يلتبس هذا بأبى إسماعيل بن عياش الراوى عن أبيه المتوفى أبوه سنة إحدى وثمانين ومائة؟! والعجب أيضًا أنه ترك في السند أبا العباس السندى، وهو كذاب،