حدثنا محمد بن عبد العزيز الدينورى ثنا أبو سلمة التبوذكى ثنا صدقة عن أبي عمران الجونى عن زيد بن بابنوس عن عائشة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"الدواوين عند اللَّه تبارك وتعالى ثلاثة: فديوان لا يغفره اللَّه، قال اللَّه تبارك وتعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}[النساء: ٤٨] وقال: {مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ. . .}، وأما الديوان الذي لا يعبأ اللَّه به شيئًا: فظلم الناس بينهم وبين اللَّه من صلاة وصيام، وأما الديوان الذي [لا] يدع منه شيئًا: فظلم الناس بعضهم بعضا".
زاد الشارح: ناصر السنة في المعجم عن خالد بن معدان، قال الشارح: وهو تابعى فكان على المؤلف أن يقول: مرسلا.
قلت: نعم هو كذلك، إلا أن كونه تابعى مشهور جدا بين أهل الحديث، فالتنصيص على إرساله إنما هو زيادة إيضاح لا لزوم له، لكن الشارح وهم هنا في أمرين، أحدهما: قوله في البغوى: ناصر السنة، وهذا خطأ، ليس في البغويين من يعرف بناصر السنة، وإنما البغوى المتأخر معروف بمحيى السنة، فكأن الشارح انقلب عليه ذلك.
ثانيهما: أن صاحب المعجم ليس هو محيى السنة، بل صاحب المعجم هو الحافظ الكبير المعمر أبو القاسم عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز البغوى، أحد شيوخ الدارقطنى الذين أكثر من الرواية عنهم في السنن وغيرها من كتبه، مات سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وأما محيى السنة فهو صاحب التفسير والمصابيح ليس له معجم، وهو متأخر عن هذا مات سنة ست عشرة