المصنف فإن أبا نعيم ذكر هذا الحديث موقوفًا على أبي الدرداء من كلامه لا من كلام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وذلك ظاهر واضح فإنه ليس [به] حلاوة النبوة.
وأما الشارح مع إقراره على ذلك وزيادته أن بقيته:"ولولا ثلاث. . . " إلخ وليس شيء من ذلك واقعا.
قال أبو نعيم [١/ ٢١٦]:
حدثنا محمد بن على بن حبيش ثنا موسى بن هارون الحافظ ثنا أبو الربيع وداود بن رشيد قالا: حدثنا بقية ثنا بحير بن سعيد عن خالد بن معدان حدثنى يزيد بن مرثد الهمدانى أبو عثمان عن أبي الدراء أنه كان يقول: ذروة الإيمان الصبر، وذكر مثل ما هنا دون ما زاده الشارح.
قال في الكبير: ورواه أيضًا الموصلى والديلمى وفيه حسان الأزرق، ضعفه الدارقطنى وغيره، وأورد له ابن عدى ثمانية عشر حديثا مناكير، وعد هذا منها، ونقله عنه في الميزان. وبه يعرف أن سكوت المصنف على عزوه لابن عدى مع حذفه من كلامه إعلاله غير صواب.
قلت: إن كتاب ابن عدى في الضعفاء، ومجرد العزو إليه يكفى في التعريف بأنه ضعيف كما نص عليه المؤلف في خطبة الأصل، وأيضًا فإنه لا ينقل تعليل المخرجين للأحاديث، لأنه بنى كتابه على الاختصار، وأيضًا فإنه رمز للحديث بالضعف، فالإعراض عن كل هذا وتكرار هذا الكلام السخيف عند كل حديث يدل على أن الشارح بلغ الغاية في السخافة.
وبعد هذا ففي كلامه أوهام فاحشة كما هي لازمة لكلامه لزوم الظل