للشخص، الأول: أن المصنف ذكر أن صحابى هذا الحديث ابن مسعود، والحديث الذي في سنده حسان بن سياه الأزرق من حديث أنس بن مالك لا من حديث ابن مسعود.
قال ابن حبان في الضعفاء: حسان بن سياه أبو سهل البصرى، يروى عن ثابت البنانى وأهل البصرة، يروى عنه البصريون منكر الحديث جدا يروى عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد؛ لما ظهر من خطئه في روايته على ظهور الصلاح منه، وهو الذي يروى عن ثابت عن [أنس](١) عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لعائشة:"إذا جاء الرطب فهنئينى" أخبرناه جماعة عن الحرشى عنه، وبإسناده عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"ذروا الحسناء العقيم، وعليكم بالسوداء الولود، فإنى مكاثر بكم الأمم" اهـ.
الثانى: فإن كان المصنف وهم في قوله: عن ابن مسعود، فإقرار الشارح له على ذلك وهم فاحش، لاسيما وهو قد وقف عليه في الميزان على الصواب.
الثالث: قوله: وأورد له ابن عدى ثمانية عشر حديثا وعد هذا منها ونقله عنه في الميزان، فإن هذا غلط وكذب، فإن الذهبى لم ينقل الحديث عن ابن عدى بل عن ابن حبان، ولا صرح بأن ابن عدى ذكر هذا من بين الثمانية عشر حديثا وإن كان ذلك محتملا، فاسمع عبارة الذهبى بنصها: حسان بن سياه أبو سهل الأزرق بصرى عن ثابت وعاصم بن بهدلة وجماعة، ضعفه ابن عدى والدارقطنى وقال ابن حبان يأتى عن الأثبات بما لا يشبه حديثهم، انفرد عن ثابت عن أنس مرفوعًا:"يا عائشة إذا جاء الرطب فهنئينى"، وبه:"ذروا الحسناء العقيم. . . " الحديث، وساق له ابن عدى ثمانية عشر حديثا مناكير اهـ.
(١) سقط من الأصل، انظر الضعفاء لابن حبان (١/ ٢٦٨).