ولا أدرى من أين أتى باعتضاده في مسألة إخراج القمامة وكونها مهور الحور العين؟! اللهم إلا أن يكون من حديث أنس الآتى في حرف "الكاف""كنس المساجد مهور الحور العين" وذلك لا يصلح للاعتضاد لأنه واه جدا، بل أورده ابن الجوزى في الموضوعات [٣/ ٢٥٤]، والذي ينشرح له الصدر الحكم بضعف الحديث كما فعل الحافظ المنذرى، فإن في متنه نكارة ظاهرة مع جهالة إسناده واللَّه أعلم.
٤٧/ ٦٣ - "أبِن القَدَحَ عَنْ فِيكَ ثُمَّ تَنفَّس" سمويه في فوائده (هب) عن أبي سعيد
قال الشارح في الكبير: رمز المؤلف لحسنه، وفيه أمران: الأول: أنه يوهم أنه لا يوجد مخرجا في أحد دواوين الإسلام الستة، مع أنه رواه مالك في الموطإ والترمذى في الأشربة عن أبي سعيد المذكور وصححه، ولفظهما:"نهى عن النفخ في الشراب، فقال رجل: القذاة أراها في الإناء؟ قال: اهرقها، قال: فإنى لا أروى في نفس، قال: أبن القدح عن فيك ثم تنفس" اهـ.
ورواه كذلك البيهقى في الشعب.
الثانى: أن رمزه لحسنه يوهم أنه غير صحيح وهو غير صحيح، بل صحيح كيف وهو من أحاديث الموطإ الذي ليس بعد الصحيحين أصح منه؟!، وقال الترمذى: حسن صحيح، وأقره عليه النووي وغيره من الحفاظ اهـ.
قلت: وفيه أمور: الأول: أن لفظ الحديث عند مالك والترمذى لا يدخل في حرف الهمزة لأنه مصدر بالفاء لأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أجاب الرجل بقوله:"فأبن القدح عن فيك" هكذا هو في الموطإ [ص ٥٧٦، رقم ١٢] وسنن الترمذى [٤/ ٣٠٣، رقم ١٨٨٧] لأنه رواه من طريق مالك والمصنف إذا وجد حديثا كذلك لا يتصرف فيه غالبا، بل يعزوه إلى كل كتاب باللفظ الواقع فيه،