٤٦/ ٦٢ - "ابنُوا المسَاجدَ، وأَخْرِجُوا القِمامةَ منها، فَمَنْ بنى للَّه بَيْتًا بنى اللَّه له بيتًا في الجنةِ، وإخراجُ القمامةِ منها مُهورُ الحورِ العينِ"
(طب) والضياء في المختارة عن أبي قرصافة.
قلت: اختلف الحفاظ في الحكم على هذا الحديث، فضعفه الحافظ المنذرى في الترغيب [٢/ ٤٢٠، رقم ٥٥٣] بتصدره إياه بصيغة التمريض، وقال الحافظ نور الدين لما أورده في الزوائد [٢/ ٩]: فيه مجاهيل، وسبقه إلى ذلك شيخه الحافظ العراقى فقال: في إسناده جهالة، وحكم الضياء لصحته، فأخرجه في المختارة التي استدرك بها على الصحيحين، وتبعه المصنف فرمز لصحته، واقتصر الحافظ في الفتح على تحسينه فقال [١/ ٥٤٥، تحت رقم ٤٥٠] في الكلام [على] حديث (١) عثمان: "من بنى مسجدا يبتغى به وجه اللَّه بنى اللَّه له مثله في الجنة" ما نصه: وروى البيهقى في الشعب من حديث عائشة نحو حديث عثمان وزاد "قلت: وهذه المساجد التي في الطرق؟ قال: نعم" وللطبرانى نحوه من حديث أبي قرصافة وإسنادهما حسن اهـ.
وإنما قال: نحوه، لأن الحديث فيه الزيادة المذكورة وإنما اختصره المصنف على قاعدته في الكتاب من الاقتصار على المرفوع فقط، وإلا فلفظه عند مخرجيه "ابنوا المساجد وأخرجوا القمامة منها، فمن بنى للَّه مسجدا بنى اللَّه له بيتًا في الجنة، فقال رجل: يا رسول اللَّه وهذه المساجد التي تبنى في الطريق؟ قال: نعم، وإخراج القمامة منها مهور الحور العين".
وقال الشارح: في إسناده جهالة، لكنه اعتضد فصار حسنا اهـ.
(١) كتبت كلمة "حديث" في الأصل مرتين فأبدلنا الأولى بكلمة "على" واللَّه أعلم.