قال الشارح في الكبير: رمز المؤلف لحسنه هنا، وصرح به في أصله فقال: حسن، وليس كما ذكر، فقد جزم الذهبى وغيره بأن فيه ضعفا وانقطاعا، فإنه لما ساقه الذهبى من سنن أبي داود بسنده استدرك عليه، فقال: قلت هذا منقطع، وتقدمه لذلك ابن القطان فقال: ليث ضعيف وفيه انقطاع، وأطال في بيانه، وأقره مغلطاى.
قلت: ما خرج أبو داود هذا الحديث، ولا رواه البيهقى من طريقه، بل قال البيهقى [٢/ ٤٣٩]:
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ثنا أبو عمرو بن السماك ثنا الحسن بن سلام الصواف ثنا أبو غسان ثنا هريم عن ليث عن أيوب عن أنس به.
ثم رواه [٢/ ٤٣٩] من طريق على بن الحسن بن شقيق:
ثنا أبو حمزة السكرى عن ليث به مرفوعا:"أمرت بالمساجد جما"، فلا ذكر لأبي داود في سند هذا الحديث.
أما تحسين المصنف للحديث مع وجود ليث بن أبي سليم فيه، فلان ليثا صدوق عابد روى له مسلم في الصحيح وإنما كان يهم في روايته ويغلط، والحديث مع ذلك له شاهد من حديث ابن عباس كما هو مذكور بعده، فلا يبعد الحكم بصحته فضلا عن حسنه.
ورواه أيضا أبو نعيم في الحلية عن أبي بكر بن خلاد [٣/ ١٢]:
ثنا أحمد بن على الخراز ثنا جندل بن والق ثنا زياد بن عبد اللَّه عن ليث به.