وعزاه للطبرانى أيضًا عن واثلة، والنور الهيثمى قال عن هذا الحديث [٦/ ٢٥٦]: رجاله ثقات كما نقل الشارح، وفي كل ذلك عندى وقفة لأن الحديث خرجه ابن حبان في الضعفاء في ترجمة بشر بن عون فقال [١/ ١٩٠]:
حدثنا ابن قتبة العسقلاني ثنا عبد اللَّه بن الحسين الليثى ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا بشر بن عون ثنا بكار بن تميم عن محكول عن واثلة بن الأسقع عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"لا تذهب الدنيا حتى يستغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، والسحاق زنا فيما بينهن".
وقال: بشر بن عون روى بهذا الإسناد نسخة شبيهة بمائة حديث كلها موضوعة لا يجوز الاحتجاج به بحال.
وأخرجه أيضًا في ترجمة العلاء بن كثير الشامى فقال:
حدثنا أحمد بن عيسى المقرى بالأهواز ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام ثنا أبي ثنا سليمان بن الحكم بن عوانة الكلبى ثنا العلاء بن كثير عن مكحول عن واثلة بن الأسقع عن أنس بن مالك مرفوعًا:"لا تذهب الدنيا حتى يستغنى النساء بالنساء والرجال بالرجال، والسحاق زنا النساء فيما بينهن".
وقال في العلاء بن كثير: كان ممن يروى الموضوعات عن الأثبات لا يحل الاحتجاج بما روى وإن وافق فيها الثقات، ومن أصحابنا من زعم أن هذا هو العلاء بن الحارث وليس كذلك، لأن العلاء بن الحارث حضرمى من أهل اليمن، وهذا من موالى بنى أمية، ذاك صدوق وهذا ليس بشيء في الحديث اهـ.
فإن كان الطبرانى وأبو يعلى روياه من طريق ثالث فذاك وإلا فالحال كما ترى، وكذلك في متنه إلا أن الأمر فيه تسهل لأن الرواة يختصرون المتون.