قال في الكبير: ورواه البزار أيضًا عن ابن عباس فهو بالعزو إليه كان أولى.
قلت: البزار ما خرج هذا الحديث وإنما وقع في سند الديلمى في هذا الحديث عمر بن أحمد البزار، وهذا الجاهل كلما يرى رجلا موصوفا بالبزار يعزو الحديث إلى البزار صاحب المسند، والعجب العجاب أنه تارة يكون على بن أحمد البزار كما سبق قريبًا في حديث:"الزائر أخاه في اللَّه"، وتارة يكون على بن إبراهيم البزار كما سبق أيضًا في حديث قبله، وتارة يكون عمر بن أحمد البزار كما هنا، والبزار صاحب المسند اسمه أحمد بن عمرو بن عبد الخالق فهو عند هذا الجاهل مسمى باسامى متعددة هو وأبوه وجده، وكما إنه عنده موجود في قرون متعددة، فهو تارة من أهل القرن السادس، وتارة من أهل القرن الخامس، وأخرى من أهل القرن الرابع والواقع أنه من أهل القرن الثالث كما ذكرت وفاته قريبًا، فما رؤى في الدنيا أعجب من هذا ولا سمع بمثله.
قال الديلمى:
أخبرنا ابن قمان حدثنا على بن محمد بن نصر اللبان أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر الفقيه الأصبهانى ثنا محمد بن أحمد الأندلسى ثنا عمر بن أحمد بن نعيم البزار أخبرنا أبو على -يعرف بدبيس- ثنا سليمان بن الفضل ثنا يحيى بن أكتم قال:"كنت بائتًا عند المأمون فعطشت عطشا شديدا، فقال لى: ما لك لا تنام، قلت: أنا واللَّه عطشان، فقال: أرجع إلى موضعك، وقام إلى المزادة فسقانى كوز ماء، ثم قال ألا أخبرك، ألا أطربك، ألا أحدثك، قلت: نعم، فقال: حدثنى أبي عن أبيه المهدى عن أبيه المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . " فذكره.