للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إن في حديثه وهما.

الثالث: حكايته عن الذهبى أنه قال في المهذب: لكن له شاهد مرسل وآخر مسند عن ابن عباس، فإن هذا قلب للحقائق وكذب على الذهبى، فإنه ما قال مسند، وإنما قال: موقوف.

ونص الباب الذي أورده الذهبى في المهذب بتمامه بيان السبيل الموجب للحج لمن أمكنه: الثورى عن إبراهيم بن يزيد عن محمد بن عباد بن جعفر عن ابن عمر قال: قيل: يا رسول اللَّه، ما السبيل إلى الحج؟ قال: الزاد والراحلة قلت: رواه وكيع ومروان الفزارى عن إبراهيم وهو ضعيف، الحفرى عن سفيان عن يونس عن الحسن قال: سئل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن السبيل، قال: "زاد والراحلة"، فهذا المرسل شاهد لما قبله وروى نحوه من قول ابن عباس اهـ.

فالذهبى يقول من قول ابن عباس والشارح ينقل عنه أنه قال مسندا، والذهبى إنما يذكر ما في الأصل مختصرا.

وقد ذكر البيهقى في أصل السنن الأثر عن ابن عباس من طريق على بن أبي طلحة ومن طريق عكرمة كلاهما عنه من قوله.

الرابع: أن المصنف لم يرمز لهذا الحديث بشيء لا بعلامة الصحيح ولا بعلامة غيره كما في عدة نسخ، فما ذكره الشارح نقول عنه لا أصل له.

الخامس: وعلى فرض أنه فعل ذلك فالحديث له طرق متعددة من حديث ابن عباس أيضًا مرفوعًا، ومن حديث أنس وجابر بن عبد اللَّه، وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وعبد اللَّه بن مسعود والحسن مرسلا.

وحديث أنس على انفراده صحيح صححه الحاكم في المستدرك [١/ ٤٤١] على شرط الشيخين وأقره الذهبى في التلخيص، وأسانيد مرسل الحسن كالشمس في الصحة، والمسند الضعيف إذا عضده المرسل الصحيح صار المتن صحيحا،

<<  <  ج: ص:  >  >>