سندهما في اللآلئ [٢/ ٤٨ و ٤٩] فلا نطيل بذكرهما، وإنما ذكرنا ما لم يذكره ليستفاد.
وكذلك ورد من حديث أنس إلا أنه من رواية وضاع فلا يعتمد عليه، أخرجه ابن الجوزى في الموضوعات، وبوجود ما ذكرناه من الطرق يتضح أن له أصلا خلافا لما يقوله العقيلى والعلم عند اللَّه تعالى.
قال في الكبير: فيه محمد بن الحسين السلمى الصوفى، قال الخطيب: قال لى محمد بن القطان: كان يضع للصوفية، وبقية قال الذهبى: صدوق، لكنه يروى عمن دب ودرج فكثرت المناكير في حديثه، وعثمان بن زائدة قال الذهبى: له حديث منكر، وفي اللسان: حديثه غير محفوظ.
قلت: فيه أمور:
الأول: أن محمد بن الحسين هو أبو عبد الرحمن السلمى الحافظ الإمام الصوفي المشهور، ثقة جليل القدر، كَذِبَ من اتهمه بالكذب ووضع الحديث للصوفية، وإنما هي سنة اللَّه في أمثاله {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ}، وقد أثنى عليه الذهبى وبرأه مما لمزوه به من الكذب على عدائه للتصوف والصوفية كما قدمنا هذا غير مرة.
الثانى: أن الحديث خرجه العقيلى [٣/ ٢٠٣] وجماعة ممن ماتوا قبل ولادة أبي عبد الرحمن السلمى بسنين، فالحديث كان مثبوتا في مصنفاتهم وأبو عبد الرحمن لا يزال في العدم.