يريد بهذا الإسناد عن مالك عن نافع عن ابن عمر وإلا فالحديث معروف عن ابن عمر وعن نافع عنه من طرق أخرى ذكرتها في المستخرج على مسند الشهاب وذكرت فيه من طرق هذا الحديث ما تسر به أعين الناظرين والحمد للَّه.
٢٠٥٨/ ٤٨٩٣ - "شفاعتى لأهلِ الذنوبِ من أمَّتِى، وإن زَنَا، وإن سَرَقَ عَلى رَغم أنْفِ أبي الدرداء".
(خط) عن أبي الدرداء
قال في الكبير: وفيه محمد بن إبراهيم الطرسوسى، قال الحاكم: كثير الوهم، ومحمد بن سنان الشيرازى، قال الذهبى في الذيل: صاحب مناكير.
قلت: في هذا أمران، أحدهما: الجهل الفاضح بالرجال، فإن الذي قال فيه الحاكم كثير الوهم هو محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسى الحافظ صاحب المسند وكنيته أبو أمية كما ذكر ذلك الذهبى في الميزان، والمذكور في سند هذا الحديث محمد بن إبراهيم بن محمد بن يزيد الطرسوسى وكنيته أبو الفتح كما هو مذكور في سند الحديث، وأيضًا الحافظ أبو أمية قديم مات سنة ثلاث وسبعين ومائتين ولو لم يعرف الشارح ذلك لاهتدى إليه بذكر القدماء له كأبي داود وطبقته، والمذكور في السند هو شيخ لشيوخ الخطيب المتوفى سنة ٤٦٣، فكيف يروى عن أبي أمية بواسطة هذا مع كون المذكور في السند مصرحًا بأن كنيته أبو الفتح والذي في الميزان مصرحا بأن كنيته أبو أمية.
ثانيهما: قوله: ومحمد بن سنان، قال الذهبى في الذيل. . . إلخ هو كذب لا أدرى ما المراد منه، فإن الذهبى قال ذلك في الميزان نفسه وما رآه الشارح إلا فيه جزما.