وقال: كلها غير صحيحة، وقال الهيثمى: فيه محمد بن الفضل ابن عطية وهو كذاب، وقال ابن حجر: فيه محمد بن الفضل متروك، ورواه ابن عدى عن ابن عمر أيضًا من طريق آخر، وفيه عثمان بن عبد اللَّه العثماني يضع، ورواه الدارقطنى من طريق عثمان بن عبد الرحمن عن عطاء عن ابن عمر، وعثمان كذبه ابن معين وغيره ومن حديث نافع عنه، وفيه خالد بن إسماعيل عن العمرى وخالد متروك اهـ، وقال الغريانى في اختصاره للدارقطنى: هذا حديث له خمس طرق ضعفها ابن الجوزى في العلل، ففي الأول: عثمان الوقاصي قال يحيى: كان يكذب، وتركه الدارقطنى، وقال البخارى: ليس بشيء، وفي الثانى: محمد بن العيسى بالياء كذبه يحيى، وفي الثالث: وهب بن وهب يضع الحديث، وفي الرابع: عثمان بن عبد اللَّه كذلك قاله ابن حبان وابن عدى، وفي الخامس: أبو الوليد المخزومى خالد بن إسماعيل قال ابن عدى: وضاع.
قلت: هذا كلام طويل فيه تكرار كثير وخلط وتخليط ولم يسلم منه إلا كلام الغرياني بترتيبه ولولا ذلك لخلط فيه أيضًا، ومع هذا كله فلم يحم حول سند حديث أبي نعيم في الحلية الذي عزا إليه المصنف، فإن طريقه ليس فيه واحد من المذكورين.
قال أبو نعيم [١٠/ ٣٢٠]:
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا إسحاق بن سنين ثنا نصر بن الحريش الصامت ثنا المشمعل بن ملحان عن سويد بن عمرو عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عمر به مرفوعًا:"صلوا على من قال: لا إله إلا اللَّه، وصلوا خلف من قال: لا إله إلا اللَّه"، وهذا السند وإن كان ضعيفا إلا أنه أنقى من جميع من تقدم في نقل الشارح، فكونه أعرض عنه وذهب ينقل الكلام على الأسانيد الأخرى التي لم تذكر في الكتاب سوء تصرف وقلة دراية.