قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه، وقضية صنيعه أن الخطيب خرجه وسكت عليه وليس كذلك، فإنه عقبه بما نصه: هذا حديث منكر من هذا الوجه جدا كالموضوع، وإنما يرويه على بن نزار شيخ ضعيف واهى الحديث عن ابن عباس، إلى هنا كلامه، وقال غيره: فيه إبراهيم بن زيد الأسلمى، قال في اللسان عن الدارقطنى: متروك الحديث، وعن ابن حبان: منكر الحديث جدا يروى عن مالك ما لا أصل له، وقال أبو نعيم: يحدث عن مالك وابن لهيعة بالموضوعات اهـ.
قال العلانى: والحق أنه ضعيف لا موضوع.
قلت: فيه من تخليطه أمور، الأول: أن ابن ماجه روى الحديث عن جابر وعن ابن عباس معا، والمصنف عزاه له من حديث جابر وحده فكان على الشارح أن ينبه على ذلك لأنه مهم، ولكنه يسكت في موضع الكلام لجهله، ويتكلم في موضع السكوت.
قال ابن ماجه [رقم ٧٣]:
حدثنا محمد بن إسماعيل الرازى أنبأنا يونس بن محمد ثنا عبد اللَّه بن محمد الليثى ثنا نزار بن حيان عن عكرمة عن ابن عباس، وعن جابر قالا: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "صنفان من أمتى ليس لهما في الإسلام نصيب: أهل الإرجاء وأهل القدر"، وقع هذا السند في تاريخ الخطيب عن ابن نزار فليحرر.
الثانى: أنه نقل في حديث ابن عباس عن الترمذى أنه قال: غريب، وعن الذهبى أنه ضعفه بعلى بن نزار وأبيه نزار بن حيان، مع أن الترمذى قال كما في نسختنا: حسن غريب، وفي نسخة أخرى: غريب حسن صحيح، ولم يروه من طريق على بن نزار وحده، بل قال [رقم ٢١٤٩]:
حدثنا واصل بن عبد الأعلى ثنا محمد بن فضيل عن القاسم بن حبيب وعلى