قال في الكبير على حديث واثلة: قال الهيثمى: فيه محمد بن محص متروك، وعلى حديث جابر: فيه يحيى بن كثير السقا وهو متروك، قال: وأورده ابن الجوزى في الموضوعات.
قلت: فيه أمرين، الأول: ابن الجوزى إنما أورده من طريق واحدة وبلفظ آخر مطولًا لم يذكره المصنف ولا أشار إلى طريقه، فأورده من عند الجوزقانى ثم من طريق مأمون بن أحمد السلمى.
عن عبد اللَّه بن مالك بن سليمان السعدى عن أبيه عن أبي الأحوص سلام بن سليم عن سلمة بن وردان عن أنس مرفوعًا مثل ما هنا، وزاد:"قيل: يا رسول اللَّه ما القدرية؟ قال: قوم يقولون لا قدر، قيل: فمن المرجئة؟ قال قوم يكونون في آخر الزمان إذا سئلوا عن الإيمان يقولون: نحن مؤمنون إن شاء اللَّه". ثم قال ابن الجوزى [١/ ١٣٤]: آفته مأمون وعبد اللَّه بن مالك وأبوه من خبثاء المرجئة، وقال الجوزقانى: مجهولان.
قلت: كذا اتهم به المذكورين، وقد أورده ابن حبان في الضعفاء [١/ ٣٣٣] بهذا اللفظ في ترجمة سلمة بن وردان، وقال: إنه كان يروى عن أنس أشياء لا تشبه حديثه، وعن غيره من الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات كأنه كان حَطَّمَهُ السنُّ فكان يأتي بالشيء على التوهم حتى خرج عن حد الاحتجاج به اهـ.
وهذا الطريق ليس هو الذي خرجه أبو نعيم وذكره المصنف، بل قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن أحمد بن زهير ثنا محمد بن أسلم ثنا عبد الحكم بن ميسرة ثنا سعيد بن بشير صاحب قتادة، عن قتادة عن أنس به.