بل هو في صحيح البخارى بهذا اللفظ من حديث أنس، وإن هذا لشئ عجاب.
قلت: كذب الشارح في تعجبه، وكذب في نسبة الذهول الفاحش إلى المؤلف، وكذب في قوله: إن البخارى خرجه بهذا اللفظ، بل هو يعلم أن المصنف ما ذهل عنه وأنه ذكره في حرف الهمزة بلفظ:"إن الصبر" وعزاه لأحمد [٣/ ٢١٧]، والبخارى [رقم ١٣٠٢]، ومسلم [٩٢٦١/ ١٤]، والأربعة (١) فإن كان يجهل هذا كله ويجهل اصطلاح المؤلف في كتابه -وهذا الأخير محال- فهو أبلد خلق اللَّه وأجهلهم على الإطلاق فمثله يجب عليه أن يسكت ولا يتكلم.
ثم تعقبه على المصنف تصحيح هذا الحديث والذي بعده بكلام الهيثمى فيهما جهل منه باصطلاح الحافظين، فالهيثمى التزم أن يتكلم على كل طريق يورده بقطع النظر عن الخارج، والمصنف يتكلم على الحديث من حيث هو بقطع النظر عن بعض الأسانيد، وإنما يعدد إيراده لاختلاف ألفاظه عند مخرجيه، وإلا فالحديث صحيح مخرج في الصحيحين، فلا يمكن أن يقال: حديث "إن الصبر عند الصدمة الأولى" صحيح، وحديث:"الصبر عند الصدمة الأولى" ضعيف، بل هذا لا يقوله إلا بليد أو مجنون كالشارح.
٢١٥٥/ ٥١٣٦ - "الصبرُ من الإيمانِ بمنزلةِ الرأسِ من الجسدِ".
(فر) عن أنس (هب) عن على موقوفًا
قال في الكبير: قال الحافظ العراقى: فيه يزيد الرقاشى وهو ضعيف.
قلت: هذا يقتضى أن يزيد الرقاشى في حديث على، وإنما هو الراوى له عن أنس بن مالك.
(١) أخر جه أبو داود (رقم ٣١٢٤)، والترمذى (رقم ٩٨٧، ٩٨٨)، والنسائى (٤/ ٢٢)، وفي الكبرى (١/ ٦١٣)، وابن ماجه (رقم ١٥٩٦).