قلت: قدمنا غير مرة أن العامرى أحمق يصحح الأحاديث بهواه وذوقه، غير ناظر إلى الإسناد، وأنه ليس عنده حديث ضعيف ولا موضوع، بل الكل صحيح أو حسن أو غريب، وإلا كان متواترا أو مشهورا.
وهذا الحديث خرجه القضاعى [رقم ١٤٤] من طريق أبي خالد الأحمر عن عيسى بن ميسرة عن أبي الزناد عن أنس به.
وأخرجه ابن شاهين في الترغيب والترهيب [رقم ٤٦]:
ثنا عبد اللَّه بن سليمان أنا محمود بن آدم المصيصى أنا أبو خالد الأحمر به.
وشيخه عيسى بن ميسرة ضعيف منكر الحديث متروك فكيف يكون الحديث صحيحا؟ نعم، يشهد له حديث أبي مالك الأشعرى مرفوعًا:"الطهور شطر الإيمان. . " الحديث، وفيه:"والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء. . . " الحديث عند أحمد [٥/ ٣٤٤]، ومسلم [رقم ٢٢٣] والترمذى [رقم ٣٥١٧] وغيرهم، بل أفرد الحافظ المنذرى طرقه بجزء مخصوص.
قال الهيثمى: فيه عبد المنعم بن بشير، يعنى: وهو ضعيف، وظاهر كلام المصنف أنه لم يره مخرجًا لأعلى من الطبرانى، ولا أحق بالعزو إليه، وليس كذلك، فقد رواه الإمام أحمد، وابن حبان، والحاكم وصححه عن أبي ذر
قلت: كذب الشارح فحديث أبي ذر هو حديث طويل في نحو ورقتين من حجم هذا الكتاب جاء فيه هذا اللفظ من جملة ألفاظه في وسطه، فكيف ينتزع المصنف هذه القطعة وحدها منه ويعزوها إلى أحمد، ولم يعزها حينئذ إلى المذكورين وحدهم.