فحديث أبي ذر المذكور أخرجه جماعة كثيرة منهم: الآجرى في كتاب الشريعة، وأبو نعيم في الحلية [١/ ١٦٦ - ١٦٨] والقضاعى في مسند الشهاب [أرقام: ٦٥١، ٧٤٠ و ٨٣٦ و ٨٣٨]، وابن مردويه في التفسير (١)، والحسن بن رشيق، والبيهقى في السنن [٩/ ٤]، وابن سعد في الطبقات [٤/ ٢٢٩]، وابن شاهين في الترغيب [رقم ٢٦١]، والخرائطى في مكارم الأخلاق [١/ ٦٠] والحارث بن أبي أسامة في مسنده [رقم ٤٨]، وآخرون ذكرت أسانيدهم ومتونهم في مستخرجى على مسند الشهاب.
وهو عند بعضهم مطول وعند بعضهم مختصر كل يقتصر على قطعة منه ومحل الشاهد الذي يحتاجه، ومنهم ابن ماجه فإنه أخرج في سننه [رقم ٤٢١٨] منه قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف، ولا حسن كحسن الخلق"، ولفظه أوله عند أحمد عن أبي ذر [٥/ ١٧٨ و ١٧٩] قال: أتيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو في المسجد فجلست فقال:"يا أبا ذر هل صليت؟ قلت: لا، قال: قم فصل، فصليت ثم جلست، فقال: يا أبا ذر، تعوذ باللَّه من شر شياطين الإنس والجن، قال: قلت: يا رسول اللَّه وللإنس شياطين؟ قال: نعم، قلت: يا رسول اللَّه الصلاة، قال: خير موضوع من شاء أقل ومن شاء أكثر. . " الحديث.
وهكذا هو مصدر بـ "يا أبا ذر" عند ابن حبان [٢/ ٣٦١]، والحاكم [٢/ ٥٩٧]، وأبي نعيم [١/ ١٦٦ - ١٦٨] وجل من أخرجه بتمامه فموضعه حرف الياء لا حرف الصاد، وأيضًا هو من الأحاديث الطوال، وقد التزم المصنف ألا يوردها في هذا الكتاب وإنما أوردها في أصله جمع الجوامع المعروف بالجامع الكبير.