للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وأيضًا كان الواجب رده بذكره موسى لا بكلام ابن العربى.

الثالث: أن ابن العربى لم يقل ذلك في هذا الحديث بل في حديث: "الصبر نصف الإيمان" وعبارته في الاسم الصابر من السراج وهو الاسم السادس والثلاثون، وأحاديث الصبر قليلة إلا أن الناس قد أكثروا منها في الصحيح واللفظ للموطإِ [ص: ٦١٦]: "من يستعفف يعفه اللَّه ومن يستغن يغنه اللَّه، ومن يتصبر يصبره اللَّه. . " الحديث، ثم ذكر حديث: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى" ثم قال: وحديث الصبر نصف الإيمان ضعيف جدا فلا تشغلوا به بالًا، بل الإيمان هو الصبر كله لأن الشريعة على قسمين: مأمور ومزجور، ولا يطاق الامتثال ولا الانكفاف إلا بالصبر، فإن حقيقته فعل ما تكرهه النفس من اعتقاد أو عمل بدلا مما تؤثره وتهواه. . إلخ كلامه.

الرابع: أن ابن العربى لا يعتمد عليه في تضعيف الأحاديث وتصحيحها فإنه يصحح الضعيف ويضعف الصحيح وهو الأكثر، وينفى الأحاديث الصحيحة وهو لا علم له بها لأنه لم يكن واسع الرواية، ولا علم له إلا بأحاديث الموطإِ والصحيحين، وسنن أبي داود والترمذى، وبعض الأجزاء والفوائد التي سمعها في رحلته، وما أظنه رأى سنن ابن ماجه ولا النسائى، ولا مسند أحمد فضلا عن المعاجم، والمسانيد، والسنن، والمصنفات الأخرى، وحسبك أنه صحح حديث: "الموت كفارة لكل مسلم" والحديث المسلسل بالسؤال عن الإخلاص، وقال: إنه لم يصح في الدنيا إلا ألف حديث، وما عداها فباطل في نحو هذا مما يعلم بطلانه بالضرورة.

٢١٧٥/ ٥٢٠١ - "الصيامُ نصْفُ الصَّبْرِ، وعلى كلِّ شيءٍ زَكاةٌ، وزكاةُ الجسدِ الصيِّامُ".

(هب) عن أبي هريرة

<<  <  ج: ص:  >  >>