قلت: لا أدرى واللَّه ما أقول هنا! فالمصنف ذكر الحديث قبل هذا مباشرة وعزاه للبخارى عن أبي شريح [فتح: ٦١٣٥] فلو كان أعمى لكان كاتبه يذكر له ما في الكتاب، فكيف ولم يكن أعمى البصر إنما كان أعمى القلب فقد كذب في قوله: إن العراقى ذكره باللفظ المذكور وعزاه للشيخين، فإن مسلما ما خرجه بهذا اللفظ، بل بلفظ [٤٨/ ١٤]: "من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر"، وحديث أبي شريح بهذا اللفظ لم يختص به الشيخان فقط بل رواه أيضًا أبو داود [رقم ٣٧٤٨]، وابن ماجه [رقم ٣٦٧٥] وقد أعاده المصنف في حرف الميم، وعزاه لأحمد [٤/ ٣١]، والشيخين [فتح: رقم ٦١٣٥][مسلم: ٤٨/ ١٤] وغيرهم، فلا الذي أمامه رأى الشارح ولا الذي بعده عرف، ولا صدق في نقله عن العراقى، ولو كنت قبل الشروع في هذه الكتابة أعلم أن الشارح إلى هذا الحد وصل أمره لما شغلت نفسي به، فإنه أسقط من ذلك والأمر للَّه وحده.
قلت: هذا حديث موضوع تفرد به إبراهيم بن عبد اللَّه بن همام الصنعانى (١) عن عمه عبد الرزاق عن الثورى عن عبيد اللَّه عن نافع عن ابن عمر، وما هذا من حديث هؤلاء فكان الواجب على المصنف ألا يذكره وفاءا بشرطه الذي شرطه على نفسه ولكنه الشره.