الحافظ ابن حجر في عشارياته من طريقين وقال: حديث ضعيف فيه عباد ويزيد الرقاشى ضعيفان وله شواهد كلها ضعاف، منها أن على بن حجر رواه عن إبراهيم بن مظهر. . . إلخ.
قلت: هذا الكلام كله نقله من اللآلئ المصنوعة للمؤلف [٢/ ٣٩٤]، وقد أورده هناك من عند ابن ماجه [رقم ٤٠٥٨] بلفظ: "أمتى خمس طبقات" فموضعه في كتابه هذا حرف الألف، والشارح ما رأى عشاريات الحافظ ولا سمع به، لولا ما رآه من نقل المؤلف، وهو يستفيد من علمه ويجحد فضله ويتعقبه بنفس علمه مع استعمال الكذب والتلبيس، ولهذا لم يشر [الشارح] إلى أن ابن الجوزى ذكر الحديث في الموضوعات حتى لا يرجع إلى اللآلئ فيرى به أن كل ما ذكره منقول من كلام المؤلف بالحرف، فابن الجوزى أورده من عند البغوى من رواية عباد بن عبد الصمد عن أنس ثم قال: لا أصل له والمتهم به عباد منكر الحديث، ثم أورده من عند العقيلى [٣/ ٤٢٧] من حديث عرفة عن أبي موسى، ونقل عن العقيلى أنه قال: عرفة مجهول، ولا يتبين سماعه من أبي موسى وروى يحيى بن عنبسة عن ابن المنكدر عن ابن عباس عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- نحوه.
ويحيى كذاب، فتعقبه المؤلف [٢/ ٣٩٣]: بأن حديث أنس رواه ابن ماجه من طريقين فبريء منه عباد، ثم أورد الطريقين من عند ابن ماجه، ثم أورده من عند الحسن بن سفيان من طريق إبراهيم بن مظهر عن أبي المليح عن الأشيب بن دارم عن أبيه، وقال: ذكره ابن عبد البر [٢/ ٤٦١] في ترجمة دارم، وقال: في إسناده نظر.
وقال الذهبى في ذيل المغنى [١/ ٦٣]: إبراهيم بن مظهر لا يدرى من ذا ثم أورده من عند ابن عساكر من طريقين آخرين، ثم قال: وقد أورد الحافظ ابن حجر في عشارياته حديث أنس، وقال: هذا حديث ضعيف، إلى آخر ما نقله عنه الشارح بالحرف.