قال في الكبير: ورواه أيضًا من هذا الوجه الديلمى والهروى في ذم الكلام ومنازل السائرين، وفي الميزان: علان بن زيد الصوفى لعله واضع هذا الحديث.
قلت: الهروى لم يخرجه في ذم الكلام، وإنما خرجه في منازل السائرين فقط فقال في أوله:
وأخبرنا في معنى الدخول في الغربة حمزة بن محمد بن عبد اللَّه الحسينى قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن أحمد الهاشمى الصوفى قال: سمعت أبا عبد اللَّه علان بن زيد الدينورى الصوفي بالبصرة قال: سمعت جعفر الخلدى الصوفى قال: سمعت الجنيد سمعت السرى عن معروف الكرخى عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على عليه السلام عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"طلب الحق غربة"، قال: وهذا حديث غريب ما كتبته إلا من رواية علان اهـ.
والذي أوقع الشارح في عزو الحديث إلى شيخ الإسلام الهروى في ذم الكلام الحافظ السخاوى؛ فإنه قال في المقاصد الحسنة [ص: ٤٣٩] عن هذا الحديث: رواه الهروى في ذم الكلام أو منازل السائرين له بسند صوفى. . إلخ. فذكره بأو التي للشك لأنه رأى من عزاه إليه -وغالب ظنى الحافظ العراقى- وأطلق العزو إليه، فقال السخاوى: في ذم الكلام أو منازل السائرين، لأن هذين هما كتابا الهروى، فجمع الشارح بينهما وجعله مخرجًا فيهما مع أنه ليس هو من موضوع ذم الكلام وإنما هو من موضوع منازل السائرين.