قال في الكبير: قضية صنيع المصنف أن الدارقطنى خرجه وسكت عليه، والأمر بخلافه، بل قال: تفرد به حسين الأشقر عن شريك وليس بالقوى.
قلت: هذا كذب على صنيع المؤلف، فإنه رمز له بالضعف، ولو لم يفعل لما كان شيء واردا عليه، فإنه غير ملزم بنقل كلام المخرجين، ولا يفعله أحد من الناس إلا نادرًا، وأما من جهة التفرد، فإن ذكره جهل من الشارح وغفلة؛ إذ موضوع كتاب الأفراد هو: بيان ما تفرد به الرواة.
والحديث أخرجه أيضًا الديلمى في مسند الفردوس من طريق الدارقطنى:
حدثنا أحمد بن محمد بن أبي بكر ثنا محمد بن على بن خلف ثنا حسين الأشقر ثنا شريك عن الأعمش عن عطاء عن ابن عباس به.
قال في الكبير: قضية صنيع المصنف أنه لم يره لأشهر ولا أعلى منه وإلا لما أبعد النجعة إليه، وهو ذهول، فقد أخرجه أحمد، والبزار، قال الهيثمى: رجال أحمد رجال الصحيح.
قلت: كذب الشارح على الحديث، وعلى الهيثمى، فلفظه عند أحمد [٣/ ٣٢]، والبزار [كشف الأستار برقم: ٢٥٢٦]: عن أبي سعيد قال: "قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لعلى: أنت منى بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدى".
وأما الهيثمى فقال: وفيه عطية العوفى، وثقه ابن معين وضعفه أحمد وجماعة، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح، فلا لفظ الحديث كما زعم، ولا لفظ الهيثمى أيضًا.