وقياسا على فعاله نقول: إن الترمذى خرجه في الشمائل من طريق عطاء بن مسلم المذكور، فكان أولى للشارح أن يعزوه إليه لا إلى أبي يعلى، بل خرجه ابن سعد في الطبقات من غير طريق عطاء أيضًا، ومن غير طريق القاسم المذكور، فكان عزوه إليه أولى وأولى، وقد ذكرت أسانيد هذا الحديث ومتونه بطولها في مستخرجى على مسند الشهاب [١/ ٢٢١ - ٢٢٣].
قال في الكبير: قال المناوى: لم أقف عليه في الصحيحين، ولا أحدهما.
قلت: هذا النقل لا فائدة فيه، ولا معنى له سوى إيهام القراء أن الحديث غير مخرج في أحد الصحيحين، مع أنه في صحيح البخارى في مواضع منه بهذا اللفظ، بل لا بد أن يكون هذا النقل عن المناوى محرمًا، فإما أن يكون أراد من حديث عبادة بن الصامت، أو أراد معنى آخر لم يفهمه الشارح، وإلا فيبعد أن يقول ذلك المناوى.
والحديث في صحيح البخارى في كتاب الجهاد [رقم ٢٧٩٠]، وفي كتاب التوحيد [رقم: ٧٤٢٣]، ولكن من حديث أبي هريرة ولفظه: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من آمن باللَّه ورسوله وأقام الصلاة، وصام رمضان -كان حقا على اللَّه أن يدخله الجنة، هاجر في سبيل اللَّه أو جلس في أرضه التي ولد فيها، قالوا: يا رسول اللَّه أفلا نُنبئ الناس بذلك؟ قال: إن في الجنة مائة درجة أعدها اللَّه للمجاهدين في سبيله، كل درجتين ما بينهما كما بين السماء