البخارى في الصحيح، ومما تقرر عرف أن اقتصار المؤلف على عزوه للترمذى وحده غير جيد.
قلت: فيه أمور، الأول: جرهد بفتح الجيم والهاء كجعفر، وهذا هو المشهور وضبطه بعضهم أيضًا بضم الجيم والهاء معا كسنبل، أمَّا ضم الجيم وفتح الهاء كما قال الشارح، فهو من أخطائه اللازمة لقلمه.
الثانى: لفظ حديث محمد بن جحش: " غلط فخذك، فإن الفخذ عورة" وكذلك لفظ حديث ابن عباس عند الآخرين: "غلط فخذك، فإن فخذ الرجل من عورته".
وقد ذكرهما المصنف في حرف الغين سابقا.
الثالث: لم يقل أحد أن الاستقصاء في العزو واجب على العالم أو شرط في العزو والتخريج ولا هو داخل في إمكان مخلوق، بل كل واحد يعزو إلى من تيسر له الاطلاع عليه، غاية ما في الباب أنه من الأفضل عندهم إذا كان الحديث في الصحيحين خاصة ألا يعزى إلى غيرهما، فما يقوله هذا الرجل إنما هو من جهله.
الرابع: قد أخرج هذا الحديث جماعة يطول تتبعهم، منهم: الطيالسى [ص ١٦٢ - ١٦٣] والدارمى [٢/ ٢٨١]، والحاكم [٤/ ١٨٠] والبيهقى [٢/ ٢٢٨]، وأبو نعيم، والطحاوى في مشكل الآثار، والديلمى في مسند الفردوس [رقم: ٤٤٣١] وآخرون، بل عزاه الحافظ لأشهر الكتب وهو موطأ مالك، كما أنه ورد أيضًا من حديث قبيصة، وعلي بن أبي طالب، فعدم عزو الشارح لهؤلاء غير جيد أيضًا.