قال في الكبير: ظاهره أن ذا لا يوجد مخرجًا في أحد الصحيحين وهو ذهول، فقد عزاه في الفردوس لهما معا بلفظ:"الفخر والخيلاء في الفدادين من أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم" اهـ. بنصه، ثم رأيته فيه في كتاب الأنبياء كما ذكره.
قلت: كذبت واللَّه، ما رأيته كذلك ولا خرجه البخارى لا في الأنبياء ولا في غيره كذلك، بل خرجه في بدء الخلق أولًا لا في الأنبياء، ومن حديث أبي هريرة ثانيا لامن حديث أبي سعيد، وأول الحديث عنده لفظ آخر ثالثا لا هذا اللفظ.
قال البخارى [رقم: ٣٣٠١]:
حدثنا عبد اللَّه بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"رأس الكفر نحو المشرق، والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم".
وهكذا أخرجه مسلم [٥٢/ ٩١]، فهذا حديث آخر من حديث أبي هريرة، وأول حرف الراء، وقد ذكره المصنف سابقا في "الراء" وعزاه لمالك والشيخين، ولكن الشارح عدم الحياء قليل الدين.
قال في الكبير: وقضية كلام المؤلف أنه لم يره مخرجًا لأشهر ولا أحق بالعزو من ابن سعد، وإلا لما أبعد النجعة والأمر بخلافه، فقد رواه أحمد بما تتضمن المعنى المذكور وزيادة، ولفظه:"الفار من الطاعون كالفار من الزحف والصابر فيه له أجر شهيد" اهـ. فالعدول عنه غير سديد.
قلت: بل كذبك غير سديد، فأحمد رواه [٦/ ٨٢] بلفظ اسم الفاعل