فهل يقول عاقل: إن هذا من المؤلف تعقب؟! والشارح يعلم جيدا أن المؤلف تارة يقول عقب كلام ابن الجوزى: قلت، فيأتى بالتعقيب وأحيانا يقول: قلت، فيأتى بما هو مؤيد لكلام الأصل كهذا الحديث ولكن الشارح يريد أن يفهم الجهلة أن كل ما يقول فيه المؤلف: قلت، فهو تعقب يمكنه أن يركب عليه قوله: فلم يأت بشيء، فاعجب هذا الرجل!.
قلت: بل فيه انت، بلية ابتلى اللَّه بك هذ الكتاب، بل ابتلى بك الحديث وأهله، فأنت جاهل اشتهر بين الناس بالعلم، وكان واللَّه يجب حرق كتبك حتى لا توقع أهل العلم في هذه الأخطاء التي ما أتى بها بشر نعلمه، فابن إسحاق إذا أطلق عند أهل الحديث ينصرف إلى محمد بن إسحاق المشهور صاحب السيرة، وهو لا وجود له في سند الحديث، ولا لراوٍ يسمى ابن إسحاق، وإنما الموجود فيه على ما نقله هذا الرجل نفسه في الكبير: إسحاق ابن أسيد، ونصه: قال المنذرى: فيه إسحاق بن أسيد: لين، قال: ورفع الحديث غريب، وقال الهيثمى: فيه إسحاق بن أسيد، قال أبو حاتم: لا يشتغل به اهـ.
ورواه عنه البيهقى أيضًا، وقال: قال أبو حاتم: إسحاق لا يشتغل به اهـ.
هكذا يكتب في الكبير، ثم يقول في الصغير: فيه ابن إسحاق، فهل في الدنيا تلاعب بالعلم وأهله كهذا؟!.