قال في الكبير: ثم قال البيهقى: قال الإمام أحمد: هكذا جاء موقوفًا ومعناه جاء في حديث النعمان بن بشير مرفوعًا اهـ، وعده في الميزان من المناكير.
قلت: هذه غفلة من الشارح في موضعين، أحدهما: قوله عن البيهقى أنه قال: قال الإمام أحمد؛ لظنه أن المراد بالإمام أحمد هو ابن حنبل، وإن قائل قال: هو البيهقى وليس كذلك، بل المراد بالإمام أحمد هو البيهقى نفسه، وقائل قال: هو راوى الكتاب عنه على طريقة الأقدمين.
الثانى: قوله قال الإمام أحمد: هكذا جاء موقوفًا. . إلخ، مع أنه يعلم أن المصنف لا يورد في هذا الكتاب الموقوفات، بل هو خاص للمرفوعات، والواقع أن البيهقى أخرج هذا الحديث من طريق عبد الرزاق [رقم ١٠٩]:
أنبأنا معمر عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة موقوفًا، ثم قال: هكذا جاء موقوفًا ومعناه في القلب جاء في حديث النعمان بن بشير مرفوعًا.
وقد رواه عبد اللَّه بن المبارك عن معمر بإسناده، وقال: رفعه ثم أسنده كذلك مرفوعًا، وهذا الطريق الثانى المرفوع هو الذي قصده المؤلف، أما الشارح فلما