قلت: لم يقل أحد في الحديث: إنه موضوع، إنما قيل ذلك في زيادة زادها بعض الرواة، فأورد ابن الجوزى الحديث من طريق عبيد اللَّه بن محمد بن بطة [١/ ١٩٢]:
ثنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن عرفة ثنا خلف بن خليفة عن حميد الأعرج عن عبد اللَّه بن الحارث عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كلم اللَّه موسى يوم كلمه وعليه جبة صوف، وكساء صوف، ونعلاه من جلد حمار غير ذكى، فقال: من ذا العمرانى الذي يكلمنى من هذه؟ قال: أنا اللَّه".
ثم قال ابن الجوزى: هذا لا يصح، وكلام اللَّه لا يشبه كلام المخلوقين، والمتهم به حميد انتهى.
وتعقبه الحافظ في اللسان فقال [٤/ ٢٣١]: كلا واللَّه، بل حميد برئ من هذه الزيادة فقد أنبأنا به الحافظ أبو الفضل العراقى أنبأنا أبو الفتح الميدومى أنبأنا أبو الفرج بن الصيقل أنبأنا الحسن بن عرفة ثنا خلف بن خليفة عن حميد الأعرج عن عبد اللَّه بن الحارث عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يوم كلم اللَّه موسى كانت عليه جبة صوف، وكساء صوف، وكمة صوف، ونعلاه من جلد حمار غير ذكى".
وكذا رواه الترمذى [رقم ١٧٣٤] عن على بن حجر عن خلف بن خليفة بدون هذه الزيادة.