قال في الكبير: رواه ابن عدى من جهة مكرم بن عبد اللَّه الجوزجانى عن محمد بن عبد الملك الأنصارى عن نافع عن ابن عمر ثم ضعفه بمحمد المذكور، فعزو الحديث لمخرجه وحذفه من كلامه وتصريحه بتضعيفه غير صواب.
قلت: الشارح جاهل أحمق يظن أن الكامل لابن عدى كمصنف الترمذى والحاكم ونحوهما ممن ألفوا في السنن وتكلموا على الأحاديث، وهو لا يدرى أن الكامل كتاب في ضعفاء الرجال، ومقصود مؤلفه تضعيف الرجال لا تضعيف الأحاديث، فهو يورد الأحاديث الغرائب في ترجمة الرجل ليستدل بها على ضعفه لا بالعكس، ولكن الشارح يكذب ويريد أن يقيم من ذلك الكذب حجة على المصنف، وهو لم ير الكامل بعينه ولا رأى من رآه إلى عدة إضافات، وإنما نقل هذا من عبارة الحفاظ كالسخاوى في المقاصد الحسنة [ص ٥١٨، رقم ٨٣٤]، ثم حرفها وزاد فيها الكذب، واسمع عبارة السخاوى بعد أن ذكر السند المذكور: ومن هذه الوجه أخرجه ابن عدى في الكامل، وضعف محمد. . . إلخ فحرف الشارح قوله: وضعف محمد بقوله: وضعفه بمحمد، ثم صار يهذى بما سمعت ليفضح الشارح (١)، وفي الحقيقة يفضح نفسه، ويكشف الستر عن جهله وقلة صدقه وأمانته.