قلت: هذه أنقال طويلة مكررة تكررا سمجًا، وجلها مكذوب مفترى أو محرف مقلوب، فما قال العراقى: إنه ضعيف من جميع طرقه، ولا للحديث طرق متعددة حتى يمكن للعراقى أن يقول ذلك بل هو كذب مجرد، ولا قال عبد الحق ما نقله عنه أصلا ولا غير ذلك، وكل هذه تهاويل يفتريها ليظهر غلط المصنف وهو جاهل بالحديث وبرتبته وبحقيقة الأمر فيه.
فالحديث صحيح كما قال المؤلف وذلك أن الحديث رواه أبو داود عن زهير بن حرب [١/ ٤، رقم ١٤]:
ثنا وكيع عن الأعمش عن رجل عن ابن عمر:"أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-" به، ثم قال: أبو داود: ورواه عبد السلام بن حرب عن الأعمش عن أنس بن مالك وهو ضعيف اهـ.
أى حديث الأعمش عن أنس ضعيف لانقطاعه، لأن الأعمش لم يسمع من أنس، وليس معناه أن عبد السلام بن حرب ضعيف فإنه ثقة من رجال الصحيح، وإنما وهم في قوله عن أنس.
أما حديث ابن عمر فرجاله رجال الصحيح أيضًا لولا ما فيه من المبهم المجهول، ثم نظرنا هل نعرف ذلك المجهول من هو؟ فإذا البيهقى يبين أنه القاسم بن محمد، فرواه من طريق أبي بكر الإسماعيلى [١/ ٩٦]:
ثنا عبد اللَّه بن محمد بن مسلم من أصل كتابه ثنا أحمد بن محمد ابن أبي رجاء المصيصى شيخ جليل ثنا وكيع ثنا الأعمش عن القاسم بن محمد عن ابن عمر به.
فارتفع الإبهام وصح الإسناد وطاح كل ما قوله به هذا الجاهل وأطال من غير بيان ولا تحصيل.
ثم إن رواية عبد السلام بن حرب عن الأعمش عن أنس خرجها الدارمى