حدثنا الحسين بن إسماعيل الضبى ثنا يوسف بن موسى ثنا عبد اللَّه بن الجهم ثنا عمرو بن أبي قيس عن سماك قال:"قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قال: نعم، كان طويل الصمت".
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وليس كما ظن، فقد قال الهيثمى وغيره: فيه عمرو بن وجيه وهو ضعيف، وقال مرة أخرى: فيه من لم أعرفه، وفي الميزان: تفرد به عمرو بن موسى -يعنى: ابن وجيه- وهو متهم، أى: بالوضع.
قلت: ما أقبح الكذب ولا سيما في علم الشريعة وحديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فالحافظ الهيثمى أورد في كتاب الصلاة حديث أبي بكرة وعزاه للطبرانى في الكبير وقال: فيه عمرو بن وجيه وهو ضعيف، وأورد في كتاب التفسير حديث أبي بردة وقال: رواه الطبرانى في الأوسط وفيه من لم أعرفه، فهذا حديث آخر من رواية صحابى آخر هو شاهد لحديث أبي بكرة، والشارح لبس ودلس وجعلهما حديثًا واحدًا؛ تمشية لغرضه وخيانة للعلم وأهله.
وأما الذهبى فما أورد في الميزان هذا الحديث أصلًا ولا قال ما نقله عنه الشارح، بل أورد في ترجمة عمر بن موسى الوجيهى حديثه عن مكحول عن أنس قال:"كان قراءة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا قام من الليل الزمزمة"، فهذا حديث آخر في معنى آخر لا ارتباط له بحديث الباب أصلًا، ومع ذلك فلم يقل فيه: تفرد به عمر بن موسى. . . إلخ ما افتراه هذا الرجل.
وبعد هذا فالحديث في صحيح البخارى من رواية قتادة، قال:"سئل أنس: كيف كانت قراءة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قال: مدًا".
فهذا أصل الحديث صحيحًا ولفظه بتمامه له طريق آخر من حديث أبي بردة