مخرجه أحمد تتمة ولفظه:"كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ممَّا يقول للخادم: ألَكَ حاجة؟ حتى كان ذات يوم قال: يا رسول اللَّه، حاجتى، قال وما حاجتك؟ قال: حاجتى أن تشفع لى يوم القيامة، قال: من دلَّكَ على هذا؟ قال: ربى عز وجلَّ، قال: أما لابد فأعنى بكثرة السجود"، قال الزين العراقى: رجاله رجال الصحيح.
قلت: إلى الشارح انتهت الغفلة، فهو يورد تمام الحديث؛ ليفضح نفسه وليدل على غفلته؛ إذ بقية الحديث تنادى وتصرح بأن هذا الخادم ذكرٌ لا أنثى؛ فإنه قال فيه:"حتى كان ذات يوم قال: يا رسول اللَّه. . ." ولم يقل: قالت، ثم قال له النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فأعني. . ." خطابًا للذكر، ولم يقل: فأعينينى، فإذا كان كل هذا لا يعين أنه ذكر فما أدرى ما يعينه؟! وإلى هذا الحد بلغت به الغفلة.
قلت: أخرجه في ترجمة الربيع بن صبيح عن محمد بن يونس الشامى [٦/ ٣١٠]:
ثنا قتيبة بن الزكين الباهل ثنا الربيع بن صبيح عن ثابت عن أنس "أنه قيل له: إن هاهنا رجلًا يقع في الأنصار، فقال: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . ." وذكره، قال أبو نعيم: غريب لم نكتبه إلا من حديث قتيبة.
قلت: وورد من وجه آخر مرسلًا، أخرجه البيهقى في السنن من طريق يعقوب ابن سفيان:
ثنا قبيصة ثنا سفيان عن محمد بن جُحادة قال: سمعت الحسن يقول: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لا يعرف القرف (١) ولا يصدق أحدًا على أحدٍ".
(١) لا يأخذ بالقرف من قرفت الرجل أى عيرته، ويقال: هو يقرف بكذا أى يرمى به ويتهم.