قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وهو في ذلك تابع لابن حجر؛ حيث قال في تخريج الهداية: إسناده حسن، لكن قال غيره: فيه الهيثم بن جميل، أورده الذهبى في الضعفاء، وقال: حافظ له مناكير، وعبد اللَّه بن محمد بن عقيل أورده فيهم أيضًا، وقال: كان أحمد وابن راهويه يحتجان به.
قلت: من عجائب الدنيا أن يتعقب مثل هذا الرجل حكم الحافظ الذي هو عند أهل الحديث كما قال الشاعر:
وأعجب منه أن يكون التعقب بالكذب والتدليس، فالهيثم بن جميل ما قال فيه الذهبى ذلك، بل نص ما ذكره في ترجمته: قال الدارقطنى: ثقة حافظ، وقال العجلى: ثقة صاحب سنة، وقال أحمد: ثقة، وقال ابن عدى: ليس بالحافظ يغلط على الثقات وأرجو أنه لا يتعمد الكذب اهـ.
وكذلك وثقه موسى بن داود وإبراهيم الحربى، وذكره ابن حبان في الثقات.
وأما عبد اللَّه بن محمد بن عقيل فالخلاف فيه معروف، وأكثر المحدثين الترمذى فمن بعده يحسنون حديثه، والذهبى نفسه لما نقل الخلاف فيه قال: قلت: حديثه حسن، ومن أجل هذا حكم لهذا الحديث بالحسن جماعة قبل الحافظ منهم: البوصيرى في زوائد ابن ماجه.