قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أن ذا مما لم يخرجه أحد من الستة والأمر بخلافه، بل رواه أبو داود باللفظ المزبور عن أبي موسى.
قلت: هذا كذب فإن أبا داود ذكر سند الحديث ولم يذكر لفظه المزبور بل روى حديث الحسن عن قيس بن عُباد، قال:"كان أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يكرهون الصوت عند القتال"، ثم قال:
حدثنا عبيد اللَّه بن عمر ثنا عبد الرحمن عن همام حدثنى مطر عن قتادة عن أبي بردة عن أبيه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بمثل ذلك.
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وكأنه لاعتضاده إذ له شواهد، منها: ما رواه البيهقى عن أبي هريرة -قال الحافظ العراقى: بسند صحيح- قال:"أتى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بطعام سخن فقال: ما دخل بطنى طعام سخن منذ كذا وكذا قبل اليوم".
قلت: فيه أمران، الأول: أن هذا الحديث الذي استشهد به لحديث الباب لا شاهد فيه له ولا هو بمعناه، بل أحدهما مشرق والأخر مغرب كما هو ظاهر لكل من له أدنى معرفة، بل حديث أبي هريرة المذكور يناقض معناه لأن فيه أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أكل الطعام السخن، ولو كان يكرهه لما أكله، وأيضًا الطعام السخن