مجهول هو وصف لأحمد بن عمار الشامى لا لجعفر بن عامر البغدادى.
الرابع: الكذب على الحسن بن عرفة، بل النطق بما يشبه المحال، فإن الحسن ابن عرفة شيخ لجعفر المذكور، فكيف ينقل عنه الكلام فيه وهو ما حدث إلا بعده، بل قائل ذلك هو الخطيب نفسه فإنه يخبر أن جعفر بن عامر حدث بأحاديث منكرة عن الحسن بن عرفة، وعن أحمد بن عمار الذي ظن الخطيب أنه شيخ مجهول، فحرف الشارح هذا ونسب الكلام للحسن بن عرفة غفلة منه في الفهم وتهورا في النقل وعدم تحقيق في القول.
الخامس: الجهل بالفن وقواعده، فإنه حكى أن الرجل شيخ مجهول وجعل علة ذلك كون الحسن بن عرفة ذكر أن أحاديثه منكرة فكأن رواية المناكير تصير الراوى مجهولا ويكفى في هذا سماعه.
السادس: الكذب على الذهبى في قوله: وقال مرة أخرى في ترجمة جعفر هذا: حدث بحديث باطل ثم ساق هذا الخبر، فإن الذهبى قال ما نصه: جعفر بن عامر البغدادى عن أحمد بن عمار أخى هشام بخبر كذب واتهمه به ابن الجوزى اهـ. ولم يسق هذا الخبر كما ترى.
السابع: عدم فهم مراد أهل الحديث من كلامهم، فإن من حكم على هذا الحديث بالنكارة لا يريد متنه بإطلاق، وإنما يريده من رواية مالك عن نافع عن ابن عمر، لأن جعفر بن عامر رواه عن أحمد بن عمار بن نصير الشامى عن مالك بسنده، وهذا ليس من أحاديث مالك ولا رواه عنه الثقات من أصحابه، أما المتن فثابت من حديث عبد اللَّه بن أبي ربيعة بلفظ:"إنما جزاء السلف الحمد والوفاء"، رواه أحمد [٤/ ٣٦] والنسائى وابن ماجه [رقم ٢٤٢٤] وأبو نعيم في الحلية [٧/ ١١]، وقد ذكره المؤلف سابقا في حرف الهمزة، وكتب الشارح عليه أنه حسن الإسناد.