عباس، لأنه ما كان يدعو عند شربه بهذه الدعوات إلا لروايته عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أنه لما شرب له"، فرواية عكرمة شاهدة لحديث محمد بن حبيب الجارودى في أن الحديث عن ابن عباس وأنه مرفوع، وقد حصلت من الذهبى غفلة عظيمة في هذا الحديث فقال في ترجمة عمر بن الحسن الأشنانى من الميزان [٣/ ١٨٥، رقم ٦٠٧١]: ويروى عن الدارقطنى أنه كذاب ولم يصح هذا ولكن هذا الأشنانى صاحب بلايا فمن ذلك قال الدارقطنى:
ثنا عمر بن الحسن بن على ثنا محمد بن هشام المروزى هو ابن أبي الدميك موثق ثنا محمد بن حبيب الجارودى ثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعًا:"ماء زمزم لما شرب له إن شربت لتستشفى به شفاك اللَّه. . . " الحديث، وابن حبيب صدوق، فآفة هذا هو عمر، ولقد آثم الدارقطنى بسكوته عنه فإنه بهذا الإسناد باطل ما رواه ابن عيينة قط بل المعروف حديث عبد اللَّه بن المؤمل عن أبي الزبير عن جابر مختصرا اهـ.
ونسى الذهبى أن الحاكم خرجه في المستدرك [١/ ٤٧٣] عن على بن حمشاد العدل عن محمد بن هشام المروزى، فبرئ الأشنانى من عهدته وأقر هو ذلك في تلخيص المستدرك، ولهذا تعقبه الحافظ في اللسان فقال [٤/ ٢٩١]: بل الذي يغلب على الظن أن المؤلف -يعنى الذهبى- هو الذي أثم بتأثيمه الدارقطنى فإن الأشنانى لم ينفرد بهذا بل تابعه عليه على بن حمشاد في مستدرك الحاكم، ولقد عجبت من قوله: ما رواه ابن عيينة قط مع أنه رواه عنه الحميدى وابن أبي عمر وسعيد بن منصور وغيرهم من حفاظ أصحابه إلا أنهم أوقفوه على مجاهد، لم يذكروا ابن عباس فيه فغايته أن يكون محمد بن حبيب وهم في رفعه اهـ.
وفي الباب أيضًا عن عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص إلا أنهما واهيان بالمرة.