وأما حديث أبي أمامة فأخرجه أحمد ثنا حيوة بن شريح ثنا بقية ثنا محمد بن زياد الأسهانى قال: سمعت أبا أمامة يقول: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يوصى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"، ومن هذا الوجه رواه الطبرانى والخرائطى في مكارم الأخلاق إلا أنهما [قالا] "سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول على ناقته الجدعاء في حجة الوداع: أوصيكم بالجار، حتى ظننت أنه سيورثه".
وأما حديث محمد بن مسلمة فرواه الطبرانى، وفيه قصة رؤيته مع جبريل، وفيه: "ما زال يوصينى بالجار حتى كنت انظر أن يأمرنى بتوريثه".
٣٠٤٢/ ٧٩١٤ - "مَا زَالَ جبريلُ يوصينى بالجارِ حتَّى ظننتُ أنَّهُ يُوِّرثه وَمَا زال يوُصِينِي بالمَمْلُوكِ حتَّى ظننتُ أنَّهُ يَضِربَ له أجلًا أوْ وقتًا إذا بَلَغَهُ عَتَق".
(هق) عن عائشة
قال في الكبير: هو من رواية الليث عن يحيى بن سعيد عن عائشة، وقد رمز المصنف لحسنه وهو فوق ما قال، فقد قال البيهقى في الشعب: إنه صحيح على شرط مسلم والبخارى.
قلت: فيه أمران، أحدهما: أنه ليس من رواية يحيى بن سعيد عن عائشة بل من روايته عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة.
ثانيهما: إن الحديث وإن كان رجاله رجال الصحيح إلا أن فيه علة تمنع من صحته وذلك أنه اختلف فيه على يحيى بن سعيد فقيل عنه عن أبي بكر ابن محمد بن عمرو عن عمرة عن عائشة كما سبق، وقيل عنه عن عمرة عن عائشة بدون واسطة أبي بكر كما عند الطحاوى [٤/ ٢٥]، وقيل عنه عن رجل عن عمرة كما عند أحمد، وأكثر الرواة لا يذكرون فيه: "المملوك"، فهذا اضطراب مانع من صحته فلذلك اقتصر المؤلف على تحسينه، وقد