الخطاب على بن أبي طالب فقال له: يا أبا الحسن ربما شهدت وغبنا وشهدنا وغبت، ثلاث أسألك عنهن فهل عندك منهن علم؟ فقال على بن أبي طالب: وما هن؟ فقال: الرجل يحب الرجل ولم ير منه خيرا والرجل يبغض الرجل ولم ير منه شرا؟ فقال على: نعم، سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: إن الأرواح جنود مجندة تلتقى في الهواء فتنام فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، فقال عمر: واحدة، قال عمر: والرجل يحدث الحديث إذ نسيه فبينما هو وما نسيه إذ ذكره؟ فقال: نعم، سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: ما في القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر بينما القمر مضئ إذ تجللته سحابة فأظلم إذ تجلت فأضاء، وبينما القلب يتحدث إذ تجللته سحابة فنسى إذ تجلت عنه فيذكر، قال عمر: اثنتان، قال: والرجل يرى الرؤيا فمنها ما يصدق ومنها ما يكذب فقال: نعم، سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: ما من عبد ينام يمتلئ نومًا إلا عرج بروحه إلى العرش، فالذي لا يستيقظ دون العرش فتلك الرؤيا التي تصدق، والذي يستيقظ دون العرش فهي التي تكذب، فقال عمر: ثلاث كنت في طلبهن فالحمد للَّه الذي أصبتهن قبل الموت".
وأخرجه الحاكم في المستدرك [٤/ ٣٩٦ - ٣٩٧]:
حدثنا عبد الرحمن بن الحسن القاضى ثنا يحيى بن عبد اللَّه بن ماهان ثنا محمد ابن مهران الحمال ثنا عبد الرحمن بن مغراء الدوسى به، إلا أنه اقتصر على ذكر حديث التعبير وسكت عليه الحاكم، فكتب عليه الذهبى: حديث منكر لم يصححه المؤلف، وكأن الآفة من أزهر.
قلت: وهذا مجرد ظن من الذهبى وحكم بالذوق والأذواق ولا سيما أذواق أهل الجمود من أهل الحديث تخطئ وأى شيء ينكر في هذا الحديث وإن ادعى العقيلى أيضًا أنه غير محفوظ؟! فإن له شواهد متعددة ليس هذا محل إيرادها.