قلت: هذا كذب على الهيثمى فإنه لا يتصور أن يقوله لوجهين، أحدهما: أن الحديث في سنن أبي داود والهيثمى لا يورد إلا الزوائد على الكتب الستة.
ثانيهما: أن حديث جابر وطلحة سندهما واحد، فكيف يخص بالتحسين حديث جابر دون طلحة؟ قال أبو داود:
حدثنا إسحاق بن الصباح ثنا ابن أبي مريم أنا الليث حدثنى يحيى بن سليم أنه سمع إسماعيل بن بشير يقول: سمعت جابر بن عبد اللَّه وأبا طلحة بن سهل الأنصارى يقولان: "قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . "، فذكره.
ومن هذا الطريق رواه كل من خرجه ومنهم البخارى في التاريخ الكبير قال [١/ ١/ ٣٤٧]:
إسماعيل بن بشير مولى بني مَغالة سمع أبا طلحة بن سهل وجابر بن عبد اللَّه الأنصارى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما من امرئ يخذل امرءا مسلما" الحديث، قاله لنا عبد اللَّه بن صالح عن الليث عن يحيى بن سليم بن زيد سمع إسماعيل.
وقال البيهقى في السنن الكبرى:
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأنا عبد اللَّه بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو صالح حدثنى الليث عن يحيى بن سليم بن زيد مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه سمع إسماعيل بن بشير مولى بني مَغالة يقول: سمعت جابر بن عبد اللَّه وأبا طلحة بن سهل الأنصاريين يقولان. . . الحديث، ثم رواه من طريق ابن المبارك عن الليث به، فهل يعقل أن يكون حديث جابر حسنًا دون حديث أبي طلحة؟!