قلت: هذا تعنت عظيم، وتلبيس فاحش، فحديث ابن عمر لفظه:"أحب الأعمال"، وفي لفظ:"أفضل الأعمال"، وقد سبق للمصنف ذكره في الألف مع الحاء، وفي الألف مع الفاء أيضًا، ثم إنه لم يخرجه الدارقطنى وحده، بل خرجه أيضًا أبو نعيم في "الحلية"[٦/ ٣٤٨] في ترجمة مالك وأبو الشيخ في "الثواب" وابن أبي الدنيا في "المكارم" وغيرهم، كما أنه لم يرد موصولا من حديث ابن عمر وحده، بل ورد موصولا أيضًا من حديث ابن عباس، ومن حديث أبي هريرة، وقد ذكرهما المصنف فيما سبق في الموضعين، ومن حديث أنس والحسن بن على وجابر بن عبد اللَّه، وقد ذكرتها في حديث:"إن من موجبات المغفرة"، وأطلت في أسانيد حديث [أبي هريرة] وابن عباس فارجع إليهما.
قال في الكبير: ورواه الطبرانى في الصغير وزاد "وأن يُرَى الهلال ليلة فيقال: ليلتين"، قال الهيثمى: وفيه عبد الرحمن بن الأزرق الأنطاكى ولم أجد من ترجمه.
قلت: هذا يفيد أنه رواه من حديث ابن مسعود أيضًا وليس كذلك، بل من حديث أبي هريرة، فهما حديثان، ولا يجوز عند أهل الحديث عطف مخرج حديث على حديث آخر مع عطف صحابيه.
قال الطبرانى في الصغير [٢/ ١١٦، رقم ٨٧٧]:
حدثنا محمد بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن الأزرق الأنطاكى بأنطاكية ثنا أبي ثنا مبشر (١) بن إسماعيل عن شعيب بن أبي حمزة عن العلاء بن عبد الرحمن
(١) في الأصل: "مبسر" وهو تصحيف، وانظر مجمع البحرين (٣/ ١٠٠, ١٠١, رقم ١٤٩٥، ١٤٩٦) والمعجم الأوسط (٧/ ٦٥ رقم ٦٨٦٤).