قال في الكبير: قال المنذرى: رواه الترمذى عن رجل لم يسمه اهـ. وقال الترمذى في "العلل": سألت عنه محمدا يعنى البخارى فقال: هذا حديث خطأ، وإنما يروى من قول الأسود بن يزيد أو عبد الرحمن بن يزيد اهـ.
قلت: فيه أمران، أحدهما: ما نقله عن المنذرى حذف منه كلمة أوجبت الإيهام وفسد معها الكلام، ولفظ المنذرى رواه الترمذى عن رجل لم يسمه عنه أي عن ابن مسعود، وهذا الواقع، فإن الترمذى رواه [٥/ ٧٥، رقم ٢٧٣٠] من طريق سفيان عن منصور عن خيثمة عن رجل عن ابن مسعود.
ثانيهما: ما نقله عن الترمذى في العلل هو من تصوره وعدم تحقيقه، فإن هذا الكلام ذكره الترمذى في الجامع عقب الحديث بخلاف ما نقله الشارح، ونصه: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سليم عن سفيان، وسألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فلم يعده محفوظا، وقال: إنما أراد عندي حديث سفيان عن منصور عن خيثمة عمن سمع ابن مسعود عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا سمر إلا لمصلٍ أو مسافر"، قال محمد: وإنما يروى عن منصور عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد أو غيره قال: "من تمام التحية الأخذ باليد" اهـ.
وكأنه يريد بهذا الإسناد، وإلا فقد خرجه هو في الأدب المفرد [ص ٣٣٦، رقم ٩٦٨] عن البراء بن عازب من قوله بلفظ: "من تمام التحية أن تصافح