القطان اختلفوا فيه، وشعيب بن بسام: صدوق لكن له مناكير.
قلت: لكن هذا ليس منها لأن له شواهد متعددة، وقد ورد من حديث أبي ذر بلفظه، قال أبو نعيم في تاريخ أصبهان:
ثنا أبي حدثنا عبد الرحيم بن محمد بن مجاشع أبو على ثنا سيار بن الحسن بن سيار التسترى ثنا عمار بن هارون أبو ياسر ثنا زكريا -يعنى ابن حكيم- عن عطاء بن السائب عن أبي الطفيل عن أبي ذر قال:"قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: من آذى المسلمين في طريقهم أصابته لعنتهم".
قال في الكبير: وظاهر صنيع المؤلف أن ذا مما لم يخرجه أحد من الستة وهو ذهول، فقد رواه الترمذى باللفظ المزبور عن ابن عباس.
قلت: هذا كذب، ما رواه الترمذى من حديث ابن عباس ولا رواه باللفظ المزبور، بل رواه من حديث عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث مطولًا، وفي آخره هذا اللفظ، والمؤلف لا يذكر إلا الحديث كما وقع عند مخرجه، قال الترمذى [٥/ ٦٥٢، رقم ٣٧٥٨]:
حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن يزيد بن أبي زياد عن عبد اللَّه بن الحارث قال: ثنى عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، أن العباس بن عبد المطلب دخل على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مغضبا وأنا عنده فقال: "ما أغضبك؟ قال: يا رسول اللَّه ما لنا ولقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مُبشِرةٍ، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك؟ فغضب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى احمر وجهه ثم قال: والذي نفسى بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم للَّه ولرسوله،